والآن خذها وإنصرف ولا تريني وجهك بعد الآن .
لما وصل الحطاب إلى بيته أخبر زوجته بالقصة وأمرها بحلب الشاة وما إن أمسكت ضرعها حتى فاض الحليب وحين دارت إلى الجهة الأخرى فاض السمن فكاد الرجل يطير من الفرح وملأ جرتين كبيرتين أحدهما لبنا والأخرى سمنا ونزل إلى السوق وباعهما وإشترى طعاما وأربعة جرار وبعد خمسة أيام رجع إلى داره بحمار محمل بكل الخيرات مضت مدة و أصبح له حمارين ثم ثلاثة وظهرت عليه آثار النعمة .
كان جاره ينظر إليه ويتسائل من أين جاءه كل هذا الرزقوذات يوم قال لإمرأته أريدك أن تذهبي إلى دار الحطاب وتعلمي ماذا يوجد في تلك الجرار !!! لما خرج الرجل إلى السوق ذهبت المرأة لجارتهاوطرقت الباب فرحبت بها وأحضرت لبنا وسمنا وخبزا وقالت لها تعالي إفطري معي ذاقت الجارة من ذلك الطعام فأعجبها وسألتها هل لديك الكثير من هن هذا اللبن والسمن
أجابت زوجة الحطاب دون أن تفكر نعم نأكل ونيبع منه كل يوم والخير موجود خاطبت المرأة نفسها هذا يلزمه قطيع كبير من الأغنام ودار جارتي بالكاد تكفيها هي وزوجها وأولادها الثلاثة لا بد أن أعرف السر !!! ثم قالت لجارتها إبني مريض هل تعطيني شيئا من حليبك وسمنك له أجابت زوجة الحطاب طبعا إنتظري قليلا سأملأ قلة هدية لك ولما قامت إتبعتها جارتها دون أن تحس ونظرت من النافذة إلى الحديقة الصغيرة فرأتها تحلب شاة غريبة اللون فإبتسمت بمكر ورجعت إلى مكانها بهدوء ثم أخذت قلتها وإنصرفت دون أن تنظر خلفها ..
إنتظر زوجها حلول الليل ثم جاء وتسلق السور الخشبي و أخذ الشاة ووضع مكانها واحدة لها صباغ أبيض وأصفر وبعد أن إطمئن
أن جاره لن يفطن لشيئ رجع إلى الدار وأخفى الشاة .في الصباح لما وضعت امرأة الحطاب الجرار وأرادت ملئها لبنا وسمنا كما تعودت أن تفعل لكن لم تجد سوى قدر يسير من اللبن كأي شاة أخرى ..