روايه شامه الشعرواي
المحتويات
أصاب أخيه فقام باحتضانه فأخذ عامر يبكي أكثر ليهتز جسده من أثر تلك الشهقات فقال الآخر
أول مرة اشوفك ضعيف بالشكل دا ياعامر طول عمرنا ياخويا بنستقوي بيك عيزاك تفوق وترجع الجبل اللى عمره ماكانت تهتز له شعريه علشان تجيب حق بنتك وأوعدك أني هكون اول واحد هيقف معاك زى ماتعودنا من واحنا صغيرين أننا ايد واحدة وهنفضل طول عمرنا سند لبعض.
عمران ...فأرتمت بين ذراعيه وقالت باكية
انت ليه سبتني مش قولتلك ماتسبنيش ياعمران ليه خلتني معاهم ومشيت أنا مكنتش عايزة حد معايا غيرك أنت.
أحتواها بقوة بين اضلعه ليقول بحنان
أنا أسف حقك عليا مش هسيبك ابدا مهما حصل ياقلب عمران.
فسمع صوتها الباكي الذى ألمه تقول
مهما حصل ماتسبنيش أرجوك.
بعد خضون دقائق....
كانت تقف فى منتصف تلك الشقة الخاصة بعمران التى كان يأتي إليها أحيانا فى أوقات العمل يستريح بها وكانت هى تنظر حولها بتوهان فأقترب منها ممسكا يديها قائلا برفق تحبي تأكل ايه ياروزا علشان اعملهولك.
نظرت إليه بحزن قائلة بأرهاق
مش عايزة أكل ممكن تعرفني فين الأوضة اللى هنام فيها لأن انا تعبانه ومش قادرة أقف.
بصي دي ياستي أوضتي وهتلاقي فى الدولاب دا هدوم بتاعتي حاولي تخرجي منها حاجة تناسبك يلا غيري هدومك الأول وبعدها اقعدي استريحي عقبال لما اعملك حاجة سريعة تاكليها قبل ما تنامي.
بس أنا ماليش نفس ياعمران.
مفيش الكلام دا هتاكلي يعني هتاكلي تمام يلا اعملي اللى قولتلك عليه.
جلس بجانبها وقال بهدوء اه أبني وكنت متجوز.
يعنى ايه كنت متجوز.
عمران انفصلت أنا وهى من كذا سنة وكان عمر سفيان كام شهر وهي محبتش تكمل ف العلاقة ومن وقتها كل واحد فينا راح لحاله وبقى مشغول فى حياته.
فيروزة طب وابنك أنت بتشوفه يعنى هى بتخليك عادي تروح تقعد معاه وتقابله.
أبتسم بخفة ثم قال
أبني أصلا قاعد معايا من ساعة ماطلقنا لأن هى سابته ليا ولحد دلوقتي متعرفش حاجة عنه.
ازاى هى فى أم تقدر تتخلى عن ولادها.
اه فى عادي جدا وبعدين يلا كفاية كلام وكلى ياهانم.
نظرت إليه بضيق وقالت
أنت هتاكلني بالعافية.
عمران أه لأن اللى فى حالتك دي لازم نتعامل معاها كدا بالعافية عشان مش بتسمع الكلام.
بعد أن انتهت من الطعام تحدثت بأمتنان
شكرا ليك على كل حاجة عملتها علشاني وأنك مرفضتش ليا طلبي وقت ماحتاجتك.
ربت على يديه ليقول بحب
أنت بس اؤمريني ياست البنات وهتلاقيني بنفذلك كل طلباتك أصلك متعرفيش أنتى ايه بالنسبالي بس عندي سؤال ليه سبتي البيت.
اردفت فيروزة بحزن لأن كان لازم اعمل كدا من الأول أنا ماليش مكان فى بيت اللوء ياعمران وطول ما أنا هناك هفضل أفتكر كل حاجة حصلتلي وهفتكر أن باب..اقصد السيد عامر أن هو كان السبب في كل اللى حصلي وهو اللى وصلني لكدا.
عمران بس اللواء عامر بيكون أبوكي الحقيقي ودي عيلتك.
فيروزة بدموع عارفة رائف الحيوان قبل مايأذيني قالي على كل حاجة ....عمران لو سمحت أنا مش قادرة اتكلم أرجوك ماتجبش سيرتهم تانى قدامي ولو وجودي هيديقك أنا همشي من هنا ومحدش هيعرفلي طريق.
عمران بأسف خلاص أهدى أنا آسف
مش هجيب سيرتهم.
وضعت يديه على وجهه لتبكي بأنهيار
مش عارفة ليه أنا موجوعة منهم ومش قادرة اسامحهم أنا بجد تعبت...تعبت ومابقتش قادرة استحمل بتمني لو كنت مت زي ما أبني ماټ.
حاوطها بذراعيه محاولا التخفيف عنها ولو قليلا مرت دقائق معدودة وهى بأحضانه لتغفل بداخله بعد ما أفرغت ما بداخلها من طاقة بينما هو قام بأرجاعها للخلف على الفراش وقام بدسها جيدا بالمفرش ثم قبل رأسها وخرج من الغرفة بعد ما أغلق الأنوار.
فى الصباح أستيقظ عمران على صوت صړاخ قوي لينهض من مكانه فوجده يأتي من الغرفة التى تنام بها فيروزة فولج إليها ليجدها ضامة نفسها پخوف وجسدها يرتجف من أثر الصړاخ تحدث پخوف وهو يهزها برفق فيروزة سمعاني ممكن تهدي حصلك ايه بس.
هدأت قليلا والتفتت تنظر حولها برهبة لتجد نفسها بجانب عمران فقالت بدموع
أنا شوفت رائف وكان هنا وبيحاول يضربني تاني أنا خاېفة اوي ليجي وېقتلني.
مټخافيش عمر الزباله دا مايقدر يوصلك وطول ما أنا عايش خليك عارفة ان محدش هيقدر يقرب منك فهماني .
اؤمات رأسها بالإيجاب فقام بلمس شعرها بحنان.
بعد مرور شهرين تم القبض على رائف وهو يدخل بعض الممنوعات إلى البلد وحكم عليه بالمؤبد ولكن قبل ذلك تلقن درسا قويا من اللواء عامر والمقدم عمران لن ينساه ابدا فى حياته بينما تلك العائلة كانت تعيش تعيسة بعد غياب فيروزة القصر ولا أحد يعلم أين هى
وكان عمران يفعل ما وسعه حتى يخرجها مما هى فيه وهى قدرت تتخطى ما مرت به بوجوده معاها فى أصعب اوقاتها كانت دوما تحلم بتلك الأحلام المزعجة وتنهض ليلا مفزعة بسببها فكان لها امانا وسندا وفى يوم ما قرر يصارحها بمشاعره
كانت تقف منشغلة فى المطبخ تصنع بعض الحلويات التى يحبها عمران وفى أثناء ذلك
أتاها صوته العاشق لها ليسعد قلبها عندما سمعته يقول بكل حب
ظللت أحلم بك وأتمنى ذلك اليوم الذى أنثر لك عطرك المفضل على ثيابك المميز تمنيت هذا اليوم الذى أعد لك فيه فطورا شهيا كما تحبيه وأن أودعك بعدها بضمة قوية عند ذهابي إلى العمل...كنت دوما أتمنى تلك اللحظة التى ستعشين بها معى فى بيت واحد وأن استمع إلى تراتيل صوتك الناعمة ورنة خلخالك الراقصة على نغمات العشق كنت أتلهف لتلك الدقائق التى أقضيها بصحبتك
لم تسعفني الكلمات يوما أن أصف لك كم أحبك لكن يكفيني أن نبض قلبي إليك يصل
ف أنا لا أملك أسبابا ولا يجب أن يكون هناك أسباب من الأساس فالحب لا يعرف سببا ف أنا أحبك هكذا دون سبب ..أحبك لأنك أنت
لقد أحببتك بشدة حتى أصبحتي دعوتي التى أدعوها بكثرة فى كل صلاة
أحببتك بأعين مغمضة دون أن أراك كل يوم ف أنا أحبك ياأجمل نساء العالمين ياأجمل ما رأت عيني ف أنتى حورية من الجنة أتت لى حتى تنير أيامي
أحببتك بقلب يرى فيك كل شئ فأصبحتي مدينتي المنورة التى أسكن بداخلها
أحببتك للحد الذى يجعل قلبي ينبض پعنف عند سماع نبرة صوتك العابرة أحبك كل يوم وكأنني أحبك لأول مرة
فلن يغنيني عنك شيئا ولن أستبدلك بأحد ف أنت بالنسبة لى الجميع
أحبك وكفى بحبك قدرا ونصيبا وفرحا
نظرت إلى عيناه بعينيها الفيروزية الدامعة فرأته ينظر لها مبتسما ليحتويها بتلك العيون العاشقة فشعرت هى بسعادة حقيقية لأول مرة تشعر بها فقد لمس حديثه شغاف قلبها ..
الحب الذى تغسله العيون بدموعها يظل طاهرا وجميلا وخالدا..
تركت ما بيدها لتركض نحوه وضمته بقوة وهى تبكي قائلة عمران اللى انا سمعته دا بجد.
طبعا ياقلب عمران أنتى حب عمري وحياتي.
رفعت رأسها ورمقته بنظرات ساحرة لتقول بخفوت وصل لمسمعه وأنا قلبي نبض ليك من اول مرة شوفتك فيها ودلوقتى بقيت حبيبي وروحي اللى مقدرش أبعد عنها.
فأبتسم ثغره بسعادة غامرة لا يشعر بمثلها فقط فى حياته لينتهي المشهد وهو يدور بها بحب شديد.
أنتهت الرواية بفضل الله
الخاتمة الأولى
فى صباح يوم جديد وتحديدا فى قصر الراشد وبعد أن تم سجنخالد وزوجته پتهمة الشروع فى قتل فيروزة لمدة ثلاث سنوات بينما كان باقى أفراد العائلة مجتمعة على سفرة الطعام فى صمت شديد نهض عمر من مكانه فأتاه صوت ابيه قائلا قومت ليه من على الاكل أنت ماكلتش حاجة.
أردف عمر بضيق وصوت عال ماليش نفس كل أنت يمكن تشبع.
نظر إليه عامر الذى قال پحده أنت ازاى بتكلمني كدا ايه مفيش احترام لأبوك.
أجابه الأخر باللامبالاة والله حضرتك دي طريقة كلامي .
وفى هذة المرة تحدثت نازلي بتحذير
الزم حدودك ياعمر ومتنساش اللى بتتكلم معاه يبقى أبوك فخلى بالك من كلامك الزفت دا.
والله لو كلامي مش عاجبكم محدش منكم يوجهلي كلام من أصله ياريت على الأقل أبقى مرتاح.
هب عامر واقفا وهو يستشيط ڠضبا ثم اقترب من ابنه ليقول بضيق وهو يجذبه من ذراعيه
الظاهر أني دلعتك زيادة عن اللزوم والله ياعمر لو ماحترمتش نفسك لتشوف مني حاجة مش هتعجبك.
أبتعد عمر عنه پعنف وهو يقول پغضب
وياترى المرة دي هتعمل فيا زي ما عملت فى بنتك فيروزة ولا لسه فى وش تانى عند سيادة اللواء مظهرش.
ساد الصمت فى أرجاء القصر إلا صوت تلك الصڤعة التى تلقاها عمر من أبيه وضع يديه على موضع الصڤعة وقد بدأت عيناه تلتمع بالدموع فقال بحزن
ايه كلامي وجعك للدرجاتي بس وجعك ده ميجيش حاجة جنب ۏجعها هى و بسببك أنت أختي مشيت وسابت البيت ولحد دلوقتي مش عارفين هى فين ولا نوصلها بسببك أنت كانت ھتموت لكن ربنا نجاها انا عمري ما هسامحك يابابا لان انت السبب فى كل اللى حصلنا.
بعد ما أنهى حديثه غادر المكان بأكمله تاركا خلفه تلك الصدمة والحزن الذى أحتل ملامح الكل بينما عامر شعر بثقل فى قدميها وكاد أن يسقط فاسنده أخيه أحمد الذى قال بقلق عامر أنت كويس حاسس بحاجة تعباك.
وضع الأخر يديه على موضع قلبه الذى يؤلمه بشده ليقول بخفوت لا مفيش أنا كويس.
أبتعد عنه وهو يخطو بثقل صاعدا إلى الأعلى بعد خضون دقائق دخلت نازلي غرفتها لتجد زوجها جالس على الأريكة ممسكا بيديه صورة جمعته بأبنته
متابعة القراءة