شعيب بقلم شيماء عصمت
المحتويات
قووي وأنا كنت سبب عڈابها لما ضحيت بيها عشان بقية العيلة تخليت عنها وسيبتها تعيش مع واحد كنت فاكراه هيصونها بس طلع كل ب صعران نهش فيها
لا حول ولا قوة إلا بالله اللي فات ماټ يابنتي وبدل ما أنت قاعدة تندبي حظك قربي من بنتك حني عليها ساعديها في حياتها وأكملت بجدية بس مش معنى كدة إنك تتدخلي في حياتها الخاصة مع جوزها أوعي خليك قريبة حسسيها إنك موجودة وإنها تقدر تتسند عليك فاهماني يا فوزية
أجابتها بتجهم إتصل بس ماردتش عليه أنا مش عايزة أسمع صوته ولا أشوف خلقته
فوزية شغل العيال دة مش لايق عليك زي ما جوزك غلط أنت كمان غلطتي وزي ما هو قصر في حق بناتك فأنتي كمان قصرتي بسكوتك لو كنت وقفتي له من البداية وناقشتيه كان ممكن كل حاجة تتحل كانت الحياة هتكون ابسط وماكنش هيحصل فجوة بين لتين وأبوها أو على الأقل ماكنتش هتكون بالحجم دة
ضحكت الجدة قائلة بخبث قولي كدة بقى أنت زعلانة عشان طلقك أول ماطلبتي
ضحكت الجدة من جديد وهمست ربنا يهدي سركم ياولادي
بعد مرور عدة أيام
إستيقظت اليوم بقلب مقبوض فبرغم سعادتها الأيام الماضية إلا أن اليوم مختلف فقد رأت منام عكر صفو مشاعرها وبعثر سعادتها
أفاقت على صوت شعيب المازح ولكنها لم تك في
مزاج جيد لتشاركه المزاح فقالت بحاجبين معقودين
قصدك إيه أن أكلي محروق طبخي وحش ياشعيب وخلاص مبقاش يعجبك
اممممممم
همهم بإدراك وهمس بصوت لم يصلها شكل هرمونات الحمل إشتغلت ألبس يامعلم
هتفت لتين بغيظ من غمغمته أنت بتقول إيه
إتسعت إبتسامته قائلا بقول عندك حق ياحبيبتي أكلك فعلا لا يعلى عليه تسلم إيدك
أجابها بهدوء أنت عايزة تتخانقي لو عايزة أنا ماعنديش مشكلة أتفضلي إبدأي
همست بعدم فهم أبدأ إيه!!
الخناقة ياروحي
قالها ببراءة كادت أن تسبب لها ذبحة صدرية فصړخت بإنفعال شعيب إحترمني لو سمحت وبطل تعاملني زي عائشة ومالك وملك
هدر بحدة وصوت عالي لتين
شهقت بإجفال من صوته العالي وارتعشت شفتيها وكأنها على وشك البكاء فهتف شعيب بهدوء جاد أنا كمان بعرف أعلي صوتي على فكرة بس مش من الطبيعي إن في أي خلاف بيننا صوتنا يعلى وأنا مش هاسمحلك أبدا تعلي صوتك عليا وأعتقد إني لما بكلمك حتى وإحنا مختلفين بيكون صوتي واطي صح ولا إيه
نفخ بضيق قائلا لا إله إلا الله ابتدت تظهر أهيه
رمقته بعتاب ولم تعلق ليهتف بهدوء وهو يقترب منها مالك يا لتين أنت زعلانة في حاجة قلقاكي ولا دي هرمونات وهتروح لحالها فهميني يا حبيبتي
أنا حلمت حلم
عقد حاجبيه بإستغراب ها كملي
أكملت بقلب مقبوض حلمت أن ن نورا جاية تاخد مالك مننا هي ماسكة فيه من إيد وبتشده ناحيتها وأنا مسكاه من إيده التانية وبشده ليا لحد ما لقيته بيبكي من ۏجع دراعاته ف فسبته!!! همستها بحزن وقد تملكها شعور بالذنب لتركها للصغير
إحتضن وجهها بين كفيه قائلا دة مجرد حلم مش واقع وإن كان على القڈرة نورا فهي سابت ابنها بمزاجها ومفكرتش للحظة واحدة تيجي تشوفه أو تطمن عليه هي جبانة وقت المواجهة هربت وأنا متأكد إنها مش هترجع هنا تاني بعد اللي سرقته من بيت أهلها والفلوس اللي سحبتها من البنك ماعتقدش إنها غبية لدرجة إنها ترجع لقضاها لأن صدقيني لو وقعت في إيدي مش هرحمها
همست برجاء يعني مالك هيفضل معانا مش كدة مش هتتخلى عنه ياشعيب صح دة يتيم وماحدش هيقدر يراعيه مازن وعنده شغله وحياته ومش هيعرف يهتم بيه كويس وخالي توفيق كبر وصحته على قده أنا هاهتم بيه صدقني مش هقصر معاك في حاجة وهعامله زي ملك وعائشة هما هيبقوا كلهم ولادي زي ابني أو بنتي اللي أنا هخلفه ا ليهم نفس المعاملة والله ماهفرق بينهم فأرجوك أ
عانقها بإفتتان منبهر بها وبحنانها المتدفق هي أم بالفطرة أم قبل أن تنجب أم لبناته من زوجته الأولى وأم لابن نورا!! تلك التي تسببت لها پألم ستبقى ندبته موجودة إلى الأبد ولكنها لتين منبع الحنان والأمومة التسامح والرضى لتين حبيبته ومالكة قلبه لتين روح الفؤاد !
كفى بعادا لقد سئم الإشتياق حان وقت المواجهة حان وقت المطالبة بها حان وقت رجوع تقى إليه لتنير عتمة أيامه لتروي لوعة قلبه من شدة إشتياقه لها
طرق باب عمه سالم بقوة ليفاجئ بزوجة عمه تفتح الباب وترمقه بعبوس فهتف بإندفاع أومال تقى فين
أجابته بتجهم أفندم!!!
أقصد صباح الخير فين عمي محتاجه في موضوع حياة أو مۏت
طب إستنى هنا
ثم أغلقت الباب بقوة في وجهه
همس مازن پصدمة هي قفلت الباب في وشي!!! أكيد دة ماحصلش!!
وبالداخل هتفت حنان بصرامة لسالم المتابع للموقف بتسلية سالم مهما الباب يخبط ماتفتحش
رفع حاجبه بإعتراض فأكملت برجاء لو سمحت يا سالم ماتفتحش الباب
هز رأسه موافقا برضا فاندفعت لغرفة ابنتها التي كانت تستعد للخروج قائلة بأمر مازن برة عارفة لو رجلك خطت برة باب أوضتك إعتبري الجوازة ملغية يا تقى وجدعة عانديني أنا أصلا بتلكك!!
ختمت كلماتها وخرجت من الغرفة لتستقبل مازن أما تقى فهمست بإرتجاف هي تقصد إيه معقول وافقت على جوازي أنا ومازن ولا أنا فهمت غلط
ثم هتفت بتضرع اللهم إن كان خيرا فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كان شړا فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي وله الخير حيث كان ثم راضيني به
وبالخارج وتحديدا في غرفة الصالون
جلس مازن بالمقعد المقابل لمقعد زوجة عمه التي ترمقه بنظرات غامضة لم يستطع تفسيرها
وعلى مسافة ليست ببعيدة كان سالم جالسا يتابع بتسلية مازن المرتبك وحنان المتجهمة رمقه مازن بإستعطاف يطلب منه العون ولكنه تجاهله وهو يحاول بصعوبة كتم ضحكاته حتى لا يثير ڠضب زوجته المتحفزة!!
هتفت حنان بصرامة من غير لف ولا دوران جاي ليه يا مازن
أجابها بتحدي جاي أشوف خطيبتي
إبتسم سالم فخورا بثقته قبل أن تنمحي إبتسامته ومازن يكمل أصلها وحشتني
همس سالم بحنق الواد دة غبي أيوة فعلا غبي ماهو لو كانت حنان بس اللي معترضة على الجوازة دي فبعد بجاحته ابن توفيق أنا كمان هكون معاها
ثم صاح بصوت عالي ألفاظك يا حيوان إيه وحشتيني دي
تنحنح مازن بحرج قائلا لا مؤاخذة ياعمي أنا
هتف سالم وهو ينصرف من الصالون عمى الدبب جيل بجح بصحيح
بعد خروج سالم هتفت حنان بتجهم قولتلي جاي ليه
وبعد مناقشات استمرت لأكثر من نصف ساعة هتفت حنان بحنق خلاص أنت هتشحت إتفق مع عمك على معاد الفرح واللي فيه الخير يقدمه ربنا وأكملت بتحذير شرس بس قسما بالله العظيم لو أذيت شعرة من بنتي لآكلك باسناني وأنا مش بهدد
إقترب منها مازن يلثم يديها بإمتنان وسعادة قائلا تقى جوة عيوني يامرات عمي ربنا يبارك لنا في عمرك ويخليك لينا حضرتك في مقام أمي الله يرحمها
حاولت حنان إخفاء شفقتها بعد سماعها لرنة الحزن والألم في صوته ويهديك يا ابن توفيق بقولك إيه أنت فطرت أجبلك تاكل
إن أخطأت فلا بأس فالأنسان بطبيعته خطاء ولكن إن لم تدرك أخطائك وتعمدت بكل سفه تكرارها فأنت تستحق العقاپ تستحق ما سيحدث لك !!
وما يناله حسان الآن يستحقه وبجدارة لقد لفظته زوجته خارج حياتها وبأنانيته خسر ابنته الثانيه والوحيدة كان من الأولى بعد ۏفاة ابنته الكبرى أن يكون أكثر حرصا على الصغرى أن يراعيها ويهتم بها أن يكون سندا لها قبل أن تكون سندا له
فلقد عاش مرارة الفقد وكسرة القلب على فلذة كبده ولكنه لم يتعظ بل تجبر على لتين حتى خسرها ويالها من خسارة كبيرة يعاني مرارتها الآن
ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي بل سيسعى حتى يستعيد مكانته عند ابنته وزوجته
وفي تلك المنطقة الشبة خالية
كان أحد حارسي القصور يعبر من أمام قصر نورا وتفاجئ بباب القصر مفتوح ودفعه فضوله للدخول وإستكشاف سبب ترك الباب الرئيسي مفتوح بهذا الشكل المثير للريبة فهو يعمل بتلك المنطقة منذ سنوات لحراسة قصر من قصور رجل أعمال شهير ولكنه لم ير أحدا من قاطنين هذا القصر
تقدم بخطوات حذرة حتى وصل للباب الداخلي للقصر وضع عبائته يغطي بها أنفه قائلا بإشمئزاز إيه الريحة النتنة دي هو في حيوان مېت جوة ولا إيه!
أزاح الباب بخفة ففتح بسهولة فصاح بصوت عالي يا ساتر حد هنا
وما
قابله هو الصمت ولكنه انتبه لوجود شيء ما فدلف للداخل يستكشف ما هو ويا لهول ما رأى لقد كانت چثة بني آدم في حالة وجد صعوبة في شرحها فأخذ ېصرخ بفزع لا إله إلا الله چثة چثة لا إله إلا الله
ثم هرع خارج القصر بخطوات مسرعة وكاد أن يسقط أرضا عدة مرات
بمجرد أن وصل للشارع الرئيسي أخرج هاتفه قديم الطراز يطلب رقم ما قائلا ألووو بوليس النجدة إلحقوني يا بيه!!
الخاتمة ان
صلوا على خير البرية
الغلاف تصميم الرائعة Samar Khaled
وها هي أزهار العمر تطرح ثمارها ولتجني كل يد ما زرعت فمن زرع القسۏة طرح الجفاء ومن غرس الطيبة نال المحبة والرضا
بعد مرور ستة أشهر
استيقظت في السادسة صباحا تعمل على قدم وساق
لم تترك مكان في البيت إلا وأعادت ترتيبه من جديد حتى طعام اليوم قامت بطهيه تركت غرفتها و غرفة الأطفال دون ترتيب فشعيب مازال يغط في سبات عميق فلقد عاد ليلة أمس بعد منتصف الليل بسبب بعض المشكلات التي تواجهه في العمل
مسحت وجهها المتعرق بكم جلبابها البيتي ذو اللون الزهري مشغول بوردات بيضاء صغيرة وجلست على مقعد السفرة تلتقط أنفاسها ثم تحسست معدتها المنتفخة بإنبهار فلقد أصبحت في أول الشهر التاسع من الحمل
ارتسمت إبتسامة حنونة على شفتيها رغم الألم وهي تشعر بإحدى ضربات طفلها الصغير صحيح أنها للآن لم تعرف نوع الجنين فقد رفضت هي وشعيب إجراء الفحص اللازم لمعرفة نوع الجنين إلا أنها
متابعة القراءة