حماياا

موقع أيام نيوز

وأضاف برجاء محسوس 
علشان خاطري يا شهد استقبليها كويس ورحبي بيها وبلاش جنانك ده
تنهدت شهد وأجابته وهي تضيق عيناها 
من عيوني يا اخويا انت تأمر بس لو طلعت معوجة ومناخرها في السما هكرشك أنت وهي وطمطم ذات نفسها
هز رأسه بلا فائدة وقال مشاكسا وهو يسحبها من مؤخرة ملابسها كي تستقبل ضيفته 
لا من الناحية دي انا مطمن...انجري بقى قدامي يا مچنونة اتأخرنا عليها وعيب كده.
عاد كما اخبرته والدته وهو يستغرب لم طلبت منه ذلك الطلب الغريب في ذلك التوقيت بالذات ولم أصرت عليه بالهاتف أن يظل بجوارها لم قالت له أنها بحاجته الآن! فمنذ متى وهي تكون بحاجته هي لم تلق بال له من الأساس وإن كانت تفعل لم تكن ارتكبت تلك الأفعال المشينة بحق والدته وبحقه
تنهد بعمق عندما تناهى إلى مسامعه صوت بكاءها وأخذ يجول بعينه في محيط المنزل يبحث عنها ليزفر بقوة كي يمهد ذاته لأحد حيلها التي يظن أنها تفتعلها كي تؤثر عليه وتجعله يحيد عن قراراته ويتبع الصوت وصولا لمرحاض غرفة والدته استغرب ما الذي أتى بها هنا ولكنه طرق على الباب وقال بجمود أصبح يتقمصه بالآونة الأخيرة معها 
نادين اخرجي انا عارف انك بتمثلي وعارف انك أنت اللي خليتي أمي تكلمني
لثوان سكت صوت نحيبها وظن أنه نجح في كشف حيلتها وقبل أن يدرك الأمر كاملا اتاه صوت فوضى بالداخل لم يخمن مصدرها وقبل أن يستكشف الأمر بنفسه فتحت هي الباب برأس مطرقة وحاولت أن تتخطاه نظرة خاطفة بالداخل لأرضية المرحاض كانت كفيلة أن تجعله يجن جنونه ويظن كونها كان تود أن تلحق بنفس مصير والدتها ليهرول خلفها يجذبها من ذراعها
كنت بتحاولي تعملي ايه
حمت وجهها بذراعها الآخر تخوفا أن تنال أحد صفعاته وهزت رأسها كونها لم تفعل شيء وغر قلبه عندما فعلت ذلك وكم لعڼ ذاته كونه جعلها تخاف
بطشه لهذا الحد فحقا هو الأن نادم كونه شيد بيده عائق أخر يجعلها تتحامل عليه وتنفر منه ليبتلع غصة مريرة بحلقه وتتهدل ملامحه و ينظر لها بعيون اندثر جمودها و تسربل بها الدفء من جديد حين ترك ذراعيها وتسأل 
امال علب الدوا اللي في الأرض دي ايه
انزلت يدها بترقب ثم أجابته بنبرة مخټنقة وبعيون منكسرة واهنة تفر منها دمعات متباطئة 
عندي صداع وكنت بدور على حاجة تضيعه بس ملقتش...ولما أنت خبطت العلب وقعت من ايدي على الأرض
الإنكسار الذي كان يظهر جليا على هيئتها وعيونها الدامية التي تأكد كون بكائها استمر لوقت كبير
وغير مفتعل وجعل قلبه يتوسله كي يعود ل لينه ويرأف بها وقبل ان يصدر منه كلمة واحدة كانت تتحرك بتؤدة مبتعدة عنه وهي تمسد جبهتها وتسير نحو غرفتها
ليتنهد هو تنهيدات عميقة مثقلة ويرفع نظراته لأعلى وكأنه يناجي ربه كي يعينه على نكبة قلبه.
أما هي فبعد عدة دقائق كانت تجلس على طرف فراشها وهي تشعر بالخزي من ذاتها بعدما رأت بأم عيناها كيف أصبح يشكك بكل افعالها بسبب غباءها نكست رأسها وأغمضت عيناها تتوسل ذلك الألم أن يحل عنها ولكن كان يشتد ويشتد لدرجة انها وجدت دمعاتها تفر مټألمة معها يده الممدودة جعلتها تنتبه لوجوده معها بالغرفة فقد رفعت نظراتها الباكية إليه حين صدر صوته ذات البحة المميزة الذي يزعزع ثباتها قائلا 
جبتلك حبوب مسكنة هتريحك وعملتك قهوة ...
هزت رأسها بأمتنان وتناولت الحبوب اولا من يده ووضعت اثنان منها بفمها ثم ارتشفت بعدها الماء اخذ هو الكوب من يدها حين انتهت ثم أعطاها قدح القهوة لترفعه هي على فمها ترتشف منه بضع رشفات صغيرة مستمتعة فكم اشتاقت القهوة الممزوجة بالحليب من صنع يده بينما هو توجه يغلق ستائر الغرفة كي يكبح حدة الضوء عن عيناها ويساعدها على تخطي الألم ثم ذهب واغلق نور الغرفة وقبل أن قلبه تقرع من أجلها 
يامن...
لم يمنحها فرصة لقول شيء بل قاطعها بنبرة حانية مطمئنة افتقدتها منه بشدة 
ششششش متتكلميش ...مش وقت كلام وحاولي ترخي اعصابك هتبقي أحسن
ما تاكلي يا ميرال ولا اكلي مش عجبك
قالتها شهد وهي تقدم لها الطعام بحفاوة كبيرة و بترحاب اشعرها بالألفة وانتمائها لحيث يكون.
لتبتسم بأمتنان و تنفي برأسها وتقول بعفوية 
لا ابدا يا شهد... تسلم ايدك الأكل طعمه حلو أوي أنا كنت فاكرة محمد بيبالغ لما قالي أكلك حلو بس بصراحة طلع معاه حق
تنهدت شهد وقالت بمحبة خالصة لأخيها الذي يجلس بجانبها وهي تربت على يده المسنودة على الطاولة 
ده قلب أخته ومليش في الدنيا غيره وعلطول كده طالع بيا السما ورافع من روحي المعنوية
تناوبت ميرال نظراتها بينهم وبين يد شقيقته التي تستقر فوق يده وكم تمنت أن تكون محلها فهي تقسم إن فعلت وتشبثت بها لن تفلتها مداد الدهر ولكن متى وكيف وهو يتجاهل كافة تلميحاتها ويتعامل معها بثبات غريب حتى جعلها تظنه متلبد المشاعر و بلا قلب
كانت تتطلع له أثناء شرودها بطريقة جعلت شهد تشعر بالريبة منها
تم نسخ الرابط