روايه جديده بقلم ايه محمد
الخطاب .. لكنها فوجئت ب مراد يمد يده بالخطاب اليها بعدما انتهى من قراءته .. نظرت الى يده الممدوده اليها بالخطاب بدهشه .. لكن فضولها غلبها .. أمسكت الخطاب لتجد فيه
مريم .. هذا خطابى الأخيرة من مجموعة الخطابات التى أهديتك اياها قبل وفاتى .. ان كنت تقرأين هذا الخطاب والخطابات التى سبقته إذن فأنا لست معك وقد فارقت هذه الحياة .. مريم أعلم جيدا بقوة ما كان بيننا .. لكن الحياة تستمر ولا تتوقف عند أحد .. أنا الآن مستبشر وظانا فى ربي أننى فى مكان أفضل بكثير .. وفى درجة أعلى بكثير .. وفى نعم أحلى بكثير .. أنت أيضا سترحلين يوما ما .. فلا تضيغي تلك اللحظات وتلك الأوقات فى الحزن واللإكتئاب .. فما ضاع لن يعود .. لا تضيعي أيام عمرك سدى .. من حقك أن تحبي مرة أخرى .. أنت بشړ ولست جمادا .. ولديك قلب مرهف بالمشاعر والأحاسيس .. ولديك ايمان قوى وعقل ناضج .. كونى بهم أسرة تكون خير عون لك فى الدنيا .. وتكونين راعية لهم .. تكوين أسرة مسلمة فيه من الأجر الكبير فلا تضيعيه بالنظر الى ماضى لن يعود يوما .. ولا تقلقى يا مريم فى الجنة لا يوجد حزن ولا هم ولا دموع .. فى الجنه فرح وسعادة ونعيم .. سأهنأ أنا وتهأنئين أنتى .. حتى لو لم تصبحى زوجتى فى الجنة .. فلا يمكن أن يكون ذلك سببا فى تعاسة أى منا .. لأن فى الجنة نعيم فقط .. ما أهديتك كل الخطابات السابقة الا لتكون عونا لك فى وحدتك على تجاوز
كان انسان جميل أوى
قالت مريم بخفوت
ربنا يرحمه
نظرت الى مراد تحاول معرفة ما يدور فى عقله .. جذبها مراد معانقا اياها وقبل رأسها قائلا
ربنا يخليكي ليا
أحاطته بذراعيها وقالت مبتسمه
ويخليك ليا
عمرك ما هتندمى انك اتجوزتينى
نظرت اليه بسرعة قائله
لا طبعا .. عمرى
عمرك ما هتحسي بالنقص معايا
صمتت قليلا ثم قالت
ليه أحس بالنقص
شرد مراد قائلا
أكيد كنتى طول عمرك بتتمنى انك تتجوزى راجل عادى ..
طبيعي .. وعمرك ما تخيلتى انك تتجوزى واحد معاق .. دلوقتى أكيد حسه ولو 1 بالنقص وبإن فى حاجة فى حلمك ناقصه
أمسكته مريم من يده قائله بحنان
ظهرت سحابة حزن فى عينيه .. وظهر فيهما القلق والتوتر .. قالت مريم بحزم
مراد فى مكان لازم نروحه سوا
سألها بإهتمام
مكان ايه
جذبته من يده وتوجها الى السيارة وقالت
سوق وأنا أقولك
جعلته مريم يتوقف أمام احدى البنايات فى أحد الأحياء الهادئة .. نظر حوله قائلا
نظرت مريم الى أحد الافتات الموضوعه على احدى البنايات تتبع مراد نظرها ونظر الى اللافتة التى تنظر اليها والمكتوب عليها دار رعاية للأيتام المعاقين ..الټفت پحده ينظر الى مريم فقالت بحزم
يلا ننزل
نزلت مريم من السيارة .. ونزل مراد ووقف أمامها وقال بإستغراب
انتى عرفتى المكان ده منين
قالت مريم بهدوء
عملت ليهم شغل ديزاين قبل كده
قال مراد بإهتمام
وجايبانا هنا ليه
نظرت اليه بحنان قائله
هتعرف دلوقتى
شبكت أصابعها فى أصابعه ودخلا معا الى الجمعية .. توقفت أمام أحد العنابر .. نظرت الى مراد ترقب تعبيرات وجهه المندهشة ونظارت عينيه القلقه المتوترة .. فتحت باب العنبر وسبقته الى الداخل .. دخل مراد وأدار نظره فى الأسرة المرصوصة على الصفين .. كان على كل سرير طفل .. ولكن ليس كأى طفل .. هذا أحد الأطفال لديه كف واحد فقط والآخر مبتور .. وهذا طفل لديه ذراع مبتور .. وهذا طفل لديه جزء من قدمه مبتور .. وقف مراد ينقل بصره بين الأسره وعيناه تغشاهما العبرات وقد عقد ما بين حاجبيه بشده .. توقفت مريم أمام أحد الأسره وذهبت لتجلس بجوار الطفل الجالس فوقها أشارت الى مراد ليتقدم نحوها ففعل .. نظر مراد الى الطفل الذى تجلس بجواره خفق قلبه قهرا وألما عندما نظر الى الطفل لجده بدون ذراعان .. كان الطفل يمسك كوب الماء بقدميه ويرفعه الى فمه .. قالت مريم للطفل